حواديت مصريه فى الجامعه الامريكيه

تعليق الدراسة بالجامعة الأمريكية بسبب ظهور حالات اصابة بانفلونزا الخنازير في السكن الخاص بطلاب الجامعة بالزمالك، أعاد من جديد الحديث عن هذا العالم الغامض المبهم بالنسبة لكثير من المصريين، وهو عالم الجامعة الأمريكية التي انتقلت من ميدان التحرير الى التجمع الخامس.
وترتبط الجامعة الأمريكية بالقاهرة في أذهان الكثيرين بالعلاقة مع "ماما أمريكا" وتغير مفهوم البعض عنها وعن ما يحدث بين جنباتها، بعد عرض فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية".
فماذا يقول طلاب وطالبات الجامعة الأمريكية عن جامعتهم، وكيف يتعاملون مع نظرة الناس لهم؟.

قبل التحاقى بالجامعة الأمريكية.. سمعت كثيرا من الناس يقولون إننى سأنعزل عن ثقافتى وقيمى وحضارتى وأننى سأصدم بجو التحرر والانفتاح والتقليد لأمريكا والمجتمع الغربى.. ولكن بعد دخولى الجامعة واحتكاكى وجدت صورة مختلفة تماما.. وجت شبابا مصريين جدا.. متمسكين بثقافاتهم وقيمهم ودينهم "الإسلامى أو المسيحى".. لكننى تعرفت في نفس القوت على نمط جديد للحياة وللتفكير.. تعلمت من الجامعة الأمريكية إزاى نمارس حياتنا؟.. هذا ما بدأت به "نادين" بكالوريوس إدارة أعمال كلامها عن تجربتها كطالبة في
الجامعة الأمريكية .
وأضافت دينا:" وجودى فى الجامعة أربعة أعوام فرقت معى وفى شخصيتى أيضا لو بدأت بالدارسة.. يكفى أنهم علمونا نظاما جديدا للتعليم بعيدا كل البعد عن الصم والحفظ و"الدش" ..وأول شىء تعلمناه: إزى نفكر دون خوف؟.. تعلمت الجراءة فى الجامعة بمعنى أنه بإمكانى التعبير عن رأيى أمام رئيس الجامعة نفسه دون خوف فالجامعة تعد لنا شخصيتنا قبل أن تعطينا مناهج تعليمية".
اشتركت فى نادى إدارة الأعمال وكان تطبيقا عمليا لما أدرسه.. لكننى انجذبت أكثر للأعمال والخدمات الاجتماعية، وانضممت الى جمعية لمساندة الأطفال من مرضى السرطان.
أما "وسام" الطالبة بالفرق الثانية بكلية الاقتصاد بالجامعة الأمريكية فقالت: "تعلمت من الجامعة الأمريكية كيف يكون لى هدف فى الحياة وأن أعيشه داخل نظام وأن الدراسة لا تنفصل عن العمل الاجتماعى، بمعنى أن دراستى للاقتصاد أفادتنى فى الأنشطة التى نقوم بها فى الجامعة، فطبقت المفاهيم التى أدرسها الخاصة بالقيادة،وتوزيع الاختصاصات والتخطيط والالتزام،ورغم أننا أصدقاء إلا أننا نحترم تخصصاتنا، ولا نتعامل مع هذا النشاط بنوع من التهريج.
وعن الصورة النمطية لطالبة الجامعة الأمريكية ..قالت: "أنا ضد الأحكام المطلقة على الأشياء.. فلا يوجد مكان ولا مجتمع مثالى فى الحياة.. فلماذا ينتظر الناس أن تكون الجامعة الأمريكية هى ذلك المجتمع.. فمن البديهى أن يكون داخل الجامعة سلبيات كثيرة فى تركيبة بعض الشخصيات، لكن لا توجد سلبيات فى النظام الإدارى أو التعليمى للجامعة، فالأخلاق والسلوك مسئولية كل إنسان لا علاقة لها بالمكان".
وأضافت ::لقد تفهم أهلى طبيعة حياتى ومسئولياتى واهتماماتى داخل الجامعة، فأصبحوا مؤيدين لى ولما أفعله لأنهم شعروا بالتطور الحادث لشخصيتى، أصبحت متحمسة ومسئولة أكثر وخاصة أن العمل التطوعى الاجتماعى علمنى كيف أكون محددة.. واثقة من قراراتى واختياراتى أعيش حياتى وشبابى ولكن بدون تفاهة.
وعن تجربته في الجامعة الأمريكية يقول "نائل":" أكثر ما لفت نظرى فى ساحات الجامعة الأمريكية هو المساحات الخضراء البكر فى كل مكان، والتى تحتضن الشباب داخل الجامعة.. تلك التجمعات الشبابية التى تعطيك إحساسا بالقيد أو الاختناق، لا أحد ينظر لأحد.. حالة من الانطلاق والتحرر النفسى مثل التحرر السلوكى، ملاعب ورياضة جلسات داخل حدائق الجامعة تشبه جلسات النادى- فلا مبرر لأن يجلس الطلاب أوقات فراغهم على أرائك مكسورة أو على أرصفة الجامعة أو على سلالم الأدوار أو على السيارات خارج الجامعة..وأهم حاجة فى الجامعة الأمريكية أن كل واحد فى حاله.. هناك حالة من احترام الآخر حتى لو كنت رافضا له".
وعن علاقاته بزملائه وزميلاته يقول: "أنا شخصية انطوائية جدا.. ليست لى صداقات كثيرة فى الجامعة الأمريكية لكن بعد بقائى بها لمدة عامين اكتشفت أننى خرجت بعض الشىء من عزلتى.. يمكن أن أناقش واختلف ولكن فى حدود.. ورغم أننى غير مشترك فى أى نشاط بالجامعة إلا أننى احترم قدرات زملائى الذين أراهم يبذلون مجهودات خرافية فى العمل الاجتماعى للأيتام والمسنين ولمرضى السرطان وللمعوقين، وأصحاب الحالات الخاصة رغم أننى أرصدهم، من بعيد إلا أننى معجب جدا بهم..و أرى شبابا يقيمون أنشطة رياضية وفنية (شعر ومسرح وأدب) وخدمات اجتماعية.. شباب لهم رؤى سياسية ومنطق فى التفكير ومعالجة الأمور.. كل هذا لم أكن أتوقع أن أراه فى الجامعة الأمريكية لدرجة أننى قبل التحاقى بها حضرت مع والدى وأخذ يسأل عن سلوك الشباب داخل الجامعة.. وهل هم متحررون لدرجة الإنفلات أم لا؟!.
وتقول "ماريام" الطالبة بالسنة الرابعة فى كلية العلوم السياسية:" دخلت الجامعى وعمرى 16 سنة، ولم أكن مشتركة فى أى نشاط.. ولكن كثرة الأنشطة والاهتمامات المحيطة بنا فى الجامعة تجبرك دائما على أن يكون لك دور.. فمن الصعب أن تجد طالبة أو طالب غير مشتركين فى نشاط ما بالجامعة.. فوجدت شبابا صغيرا فى مثل سنى متحمسين جدا لفعل الخير.. فاشتركت معهم فى تأسيس نادى مساعدة الأطفال المرضى بالسرطان.. وبدأنا العمل خلال هذا النادى.. ونقيم حملة تبرعات بالدم.
وتستطرد "ماريام" قائلة: "سافرت إلى دول كثيرة أجنبية وعربية واصطدمت ببنات كثيرات.. ولكن هذا الاحتكاك لا يعنى ضرورة التأثر بالثقافات الأخرى، لأننى أرى ضرورة أن تحتفظ كل فتاة بتقاليدها ورؤيتها وثقافتها، أى أنها لا تخرج من جلدها.. ولكن ما لا يعجبنى بصراحة فى كثير من الفتيات المصريات أن "عقولهن محدودة".
ولكن إلى أي مدى تشعر فتيات الجامعة الأمريكية وتمارس التحرر في الأفكار والسلوك..تجيب على هذا السؤال "ناردين" الطالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة بالجامعة فتقول:"ظروفى مختلفة، لأننى درست طوال حياتى فى المدرسة البريطانية بالكويت ثم جئت إلى مصر والتحقت بالجامعة الأمريكية ولأن والدى ووالدتى شرقيان جدا ولديهما عادات وتقاليد مصرية راسخة فهما يضعان أمامى كل هذه الحدود للالتزام بها، ولن أقول لك إننى أحاربهما وأتمرد عليهما، لأن هناك جزءا يجعلنى أتفهم قلقهما علىّ، فمثلا غير مسموح لى بالتأخير خارج المنزل أكثر من الساعة التاسعة مساء.. فمثلا عندما اشتركت فى نشاط المسرح بالجامعة (ماكيير) لم يوافق أهلى على التأخير فاستأذنت من زميلتى "مديرة المسرح" أن أغادر المسرح فى التاسعة ووافقت، وغير مسموح لى بالاختلاط المفتوح بين الأولاد والبنات.. بمعنى أنهما لا يوافقان على الخروج المستمر بين الزملاء والزميلات.
لكن ما يضايقنى أحيانا من هذا العالم أن الشباب عملى جدا.. غير حميمين منهم نماذج رائعة ومنهم نماذج سيئة لا يعرفون سوى المظاهر الكاذبة، وأكره فى هؤلاء الشباب أنهم مزيفون لكن مع ذلك يستفزنى نقد الناس لشباب (AUC) على أنهم بتوع "بانجو" و"صايعين" و"تافهين" ..هذا غير حقيقى وأعتقد أن السبب هو الإعلام والصحافة.
وعن الصورة السيئة التى رسمها الإعلام عن الجامعة الأمريكية وشبابها تقول "دينا" ثالثة إعلام: أتعجب كيف يكتبون تقارير وموضوعات عنا وهم لا يتحدثون معنا، لذلك أشعر أحيانا أننا مضطرون للدفاع عن أنفسنا.. فمثلا عندما أوقف تاكسى وأقول له "الجامعة الأمريكية" يبدأ يقاولنى ويسألنى هتدفعى كام على اعتبار أننى من أصحاب الملايين وسارقة الفلوس التى اتعلم بها.. ثم يقول لى السائق: أنت إزاى يا بنتى قادرة تتعاملى فى الجو الفاسد ده؟.. فأتعجب جدا من أين عرفت أنه جو فاسد وأنت لم تدخل الجامعة أبدا هذا بالإضافة إلى المتدينين الذين ينظرون لنا على أننا منحرفات!.

موضوعك هايل والله ياتامر تسلم ايدك يا قمررررررررررررر